تحليل توقعات أسعار النفط: تنخفض أسعار النفط 0.5 بالمئة متأثرة بصعود الدولار

أسعار النفط موضوع حساس في الأسواق المالية، وله تأثير كبير على الاقتصاد العالمي. إن توقعات أسعار النفط أداة حيوية تساعد المستثمرين على فهم ديناميكيات السوق. ومع دخولنا فترة تتزايد فيها التوترات الجيوسياسية والشكوك الاقتصادية، يصبح من الضروري تحليل هذه التوقعات بدقة.

شهدت أسعار النفط تراجعاً في التداولات الآسيوية المبكرة اليوم، الاثنين، وذلك للجلسة الثانية على التوالي، بسبب ارتفاع الدولار وتجدد المخاوف من استمرار أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول، مما أثر على شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 40 سنتًا، أو بنسبة 0.5% لتصل إلى 84.84 دولارًا للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 39 سنتًا، أو بنسبة 0.5% لتصل إلى 80.34 دولارًا للبرميل.

الأداء في النصف الأول من 2024

ارتفعت أسعار النفط خلال النصف الأول من عام 2024 مع تشديد العرض وزيادة الطلب، مما دفع أسعار العقود الآجلة للنفط الخام إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 16.1٪ لتغلق عند مستوى 83.20 دولار، في حين ارتفع خام برنت بنسبة 13٪ ليغلق الربع عند مستوى 87.50 دولار​.

 

العوامل المؤثرة على الأسعار

التوترات الجيوسياسية: ساهمت التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط وأوكرانيا في دعم أسعار النفط بسبب مخاوف تعطل الإمدادات. الهجمات على المصافي الروسية وإعلان بيترو إكوادور حالة القوة القاهرة على بعض شحنات النفط بسبب مشاكل النقل هي عوامل إضافية تؤثر على الأسعار​.

 

السياسات النقدية: أثر ارتفاع الدولار على أسعار السلع الأساسية بما في ذلك النفط، حيث تتزايد المخاوف من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول​ ​.

 

البيانات الاقتصادية الأمريكية: ساعدت البيانات الاقتصادية الضعيفة في تعزيز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة قريبًا، مما دعم الأسعار بشكل غير مباشر.

توقعات أسعار النفط

توقعات النصف الثاني لعام 2024

يتوقع محللو الطاقة أن تستمر أسعار النفط في الارتفاع في الربع الثاني من عام 2024، حيث تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يبلغ متوسط السعر الفوري لخام برنت حوالي 90 دولارًا للبرميل.

التوقعات لعام 2025 وما بعده

يتوقع البعض أن ينخفض الطلب على الوقود الأحفوري على المدى المتوسط إلى المدى الطويل، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط خلال العقد المقبل. ومن المتوقع بشكل واسع أن يقل سعر برميل النفط في عام 2030 عن 100 دولار.

وفقًا لتقرير توقعات الطاقة السنوية الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تتبنى الوكالة توقعات متحفظة لأسعار النفط حتى عام 2050:

متوسط سعر خام برنت المتوقع لعام 2025: 61 دولارًا للبرميل.
متوسط سعر خام برنت المتوقع لعام 2030: 73 دولارًا للبرميل.
متوسط سعر خام برنت المتوقع لعام 2035: 80 دولارًا للبرميل.
متوسط سعر خام برنت المتوقع لعام 2040: 87 دولارًا للبرميل.
متوسط سعر خام برنت المتوقع لعام 2045: 91 دولارًا للبرميل.
متوسط سعر خام برنت المتوقع لعام 2050: 95 دولارًا للبرميل.
من ناحية أخرى، أشارت شركة Wood Mackenzie للاستشارات في مجال الطاقة إلى أنه إذا تراجع استهلاك الوقود العالمي بما يتماشى مع أهداف الانبعاثات لخفض ظاهرة الاحتباس الحراري، فقد تنخفض أسعار النفط في عام 2030 إلى 40 دولارًا للبرميل.

 

توقع موقع Wallet Investor أن يتم تداول النفط الخام WTI عند 94 دولارًا للبرميل في نهاية عام 2025، بينما توقع أن يكون سعر نفط برنت عند 97 دولارًا للبرميل في نفس العام.

وفي توقعات أخرى، توقعت وكالة LongForecast أن يصل سعر برميل النفط في عام 2025 إلى:

113 دولارًا للبرميل للنفط الخام.
124 دولارًا للبرميل لخام برنت.
أما التوقعات الخاصة بالسنوات الخمس المقبلة، فوفقًا لوكالة LongForecast:

100.75 دولارًا للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط (WTI).
131.53 دولارًا للبرميل لخام برنت.
وبحسب موقع Wallet Investor:

143.00 دولارًا للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط (WTI).
174.00 دولارًا للبرميل لخام برنت.
من الجدير بالذكر أنه عند البحث عن تحليل النفط وتوقعات أسعاره، يجب أن نأخذ في الحسبان أن توقعات المحللين قد تكون خاطئة، لأن التوقعات تستند إلى دراسة تحركات الأسعار التاريخية والتحليل الفني والأساسي. الأداء السابق ليس مؤشراً موثوقاً للنتائج المستقبلية.

لذلك، من الضروري إجراء بحوث متقدمة وأخذ قرارات التداول بناءً على موقفك من المخاطرة وخبرتك في السوق، ومدى استعدادك لتحمل الخسائر المالية. لا تستثمر أبداً أموالاً لا يمكنك تحمل خسارتها.

 

​ الخلاصة

تتأثر أسعار النفط بعوامل متعددة تشمل التوترات الجيوسياسية، والسياسات النقدية، والبيانات الاقتصادية. على الرغم من التوقعات بارتفاع الأسعار على المدى القصير، فإن التغيرات في العرض والطلب قد تؤدي إلى تقلبات كبيرة على المدى الطويل. من الضروري للمستثمرين متابعة هذه العوامل بشكل دقيق لاتخاذ قرارات مستنيرة.